أهلا ومرحبا بكم في موقع

الدكتور أحمد عبد الفتاح الزكي

 

                              الكتب المنشورة

  السيرة الذاتية
 
  الكتب
 

   المهمة العلمية بانجلترا

 

   الأبحاث

 

ابطة

   روابط تربوية
 
   مواقع إخبارية
 
ا  مواقع حكومية
 
ا   مواقع طريفة
 
   أسرتي
 

   البوم الصور

 
     اتصل بنا
 
  محاضرات
   
ا  طلاب متميزون
   
روابط اخرى

أهلا ومرحبا بكم في موقع الدكتور أحمد الزكي @@@@ أرحب بأي تعليق أو تواصل علي ahmedelzeki@yahoo.com  @@@@

 

الدراسات المستقبلية

منظور تربوي

بالاشتراك مع أد فاروق فلية

(صادر عن دار المسيرة ، عمان ، الأردن ، 2003)

يطلب من الناشر أو المؤلف

تقديم

انشغل الإنسان بالمستقبل منذ نشأته علي الأرض حيث كان يمثل له المجهول من حلقات الزمن الثلاث ؛ لذلك اقترن  تفكيره فيه بالخوف منه  والرغبة في التنبؤ به ومعرفة ما يحمله له من خير أو شر واحترف العرافون والدجالون تلك المهنة موقنين بأن الناس سيلجئون إليهم ليطلعوهم علي مستقبلهم الذي حجب عنهم واستغل أولئك المشتغلون بالنظر في المستقبل حاجة الناس إليهم فحققوا العديد من المكاسب المادية والاجتماعية حيث إن الأمر لم يكن يقتصر علي البسطاء وعامة الشعب بل علي صفوته أيضا ويذكر التاريخ أن بلاط الملوك والأمراء والحكام لم يكن يخلو من مستطلعي الغيب حتي أن بعض هؤلاء الملوك  لم يكن يتخذ قرارا خطيرا قبل أن يستشير من له خبرة في استقراء المستقبل والتنبؤ به .

ولا يعد اهتمام الإنسان بالمستقبل والاستعداد له نزعة غريزية فقط بل هو فريضة دينية أيضا فقد أمرنا الله سبحانه وتعالي بالاستعداد للمستقبل وإعداد العدة لليوم الآخر مؤكدا سبحانه أن مصير المرء في الآخرة أي المستقبل مرهون بما قدمه في دنياه أي الحاضر والماضي .

ولا يتوقف الاهتمام بالمستقبل والإعداد له من المنظور الديني علي الاستعداد لليوم الآخر فقط بل إننا مأمورون بتهيئة سبل الحياة التي تكفل لنا حياة مستقبلية هانئة في الدنيا ولنا في قصة سيدنا يوسف العبرة حينما علم ملك مصر كيف يستعد لأزمة الغذاء التي ستواجهها البلاد في أعوام القحط والمجاعة وقدم له خطة شاملة لمواجهة تلك الأزمة المستقبلية التي لم تكن قد وقعت بعد فيما يمكن أن يعد الإرهاصات الأولي للتخطيط المستقبلي .

ومع تطور حياة الإنسان وظهور الحضارة لم يقتصر الاهتمام بالتخطيط للمستقبل علي الأنبياء ورجال الدين والعرافين والدجالين فحسب بل انضم إلي قائمة المهتمين بالمستقبل المفكرين والعلماء والكتاب والروائيين الذين أتاح لهم خيالهم الخصب أن يرسموا صورا مذهلة للمستقبل القريب والبعيد وان يبدعوا في تخيل الكثير من الأشياء والأحداث التي تحقق بعضها بالفعل فيما بعد رغم وصفها بالجنون في عصرها ثم أصبحت بعد ذلك واقعا ملموسا مثل غزو الفضاء والوصول إلي قاع المحيطات بالإضافة إلي العديد من المخترعات والاكتشافات  ، ولم يقتصر الأمر علي الفئات السابقة بل أصبح الرجل العادي يبتكر أساليب ووسائل ربما يكون معظمها بدائي من أجل محاولة التعرف علي ما يخفيه له المستقبل .

ولكن مع التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل الذي أتاح للإنسان أن يلج عوالم لم يكن يخطر بباله أن يقترب منها لم يعد مقبولا أن يظل المستقبل مجهولا يكتنفه الغموض فابتكر العلم أساليب ووسائل عديدة يمكن من خلالها التنبؤ بأحداث المستقبل بل والتفكير الطموح في التحكم فيه وتعددت تلك الوسائل وتنوعت حتي أصبحت دراسة المستقبل علما مستقلا قائما بذاته يشتمل علي العديد من الفروع والأقسام ويستهوي الكثير من العلماء في مختلف التخصصات لدراسته والتعمق فيه مستغلين إمكانات هذا العلم في تعميق تخصصاتهم في العلوم والاقتصاد والسياسة والاجتماع والعلوم العسكرية والفنون ومختلف مناحي الفكر والإبداع الإنساني .

وبدأت التربية تتنبه إلي أهمية المستقبل ودراسته وضرورة تقديم الصيغة التربوية التي تلائم تغيرات المستقبل ويأتي التوجيه الحكيم بأن " نربي أبناءنا تربية مستقبلية واعية لأنهم مخلوقون لزمان غير زماننا " مؤشرا واضحا علي حتمية أن تنحو التربية نحو المستقبل في أساليبها وطرقها وأدواتها ومحتواها وان تسعي إلي رسم الصورة المستقبلية التي نرجو أن يكون عليها أبناؤنا .

من هنا نشأت فكرة هذا الكتاب الذي نرجو أن يكون محاولة لتأصيل العلاقة بين التربية ودراسة المستقبل وتوجيه نظر الباحثين في مجال التربية إلي أهمية دراسة المستقبل وضرورة تبني رؤية مستقبلية واضحة المعالم في كل ما يصدر عنا من جهود بحثية هدفها الأساسي المستقبل وليس الماضي .

ويأتي هذا الكتاب في خمسة فصول يعرض الفصل الأول منها للدراسات المستقبلية من خلال طرح عام لمفهوم الدراسات المستقبلية وطبيعتها ونشأتها وتطورها التاريخي وأهداف الدراسات المستقبلية ومهامها ومبادئها وأسسها وشروطها وكيفية بنائها والتحديات والصعوبات التي تواجه دراسة المستقبل .

ويعرض الفصل الثاني لأنواع الدراسات المستقبلية والمنهجيات والأساليب والأدوات المختلفة التي تستخدمها الدراسات المستقبلية مثل المحاكاة “Simulation  Method ”وأسلوب التنبؤ المورفولوجى “  Morphology  Method ” ، وأسلوب شجرة العلاقات  “ Relevance Tree Method ” وأسلوب العصف الذهنى “Brain Storming ” وأسلوب  السيناريو “ Senario Method ” وأسلوب بيرت “ PERT ”  وأسلوب الاشتقاق المستقبلى للمسار “ Trend Extra Polationوغيرها من أدوات الدراسات المستقبلية وأساليبها  مثل تقنية دلفى “ Delphi Technique ” ، التي يعرضها الفصل الثالث بالتفصيل .

ويبين الفصل الرابع أهمية دراسة المستقبل في التربية وعلاقة التأثير المتبادل بين التعليم والمستقبل واختتم بعرض الخصائص التي ينبغي أن تتوافر في التربية المستقبلية وجاء الفصل الخامس ليقدم أحد نماذج الدراسات المستقبلية في التربية وهي الوثيقة التي أصدرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بعنوان مدرسة المستقبل .

وأخيرا نرجو أن يكون هذا الكتاب محاولة لتأصيل علاقة التربية بالمستقبل وعلاقة المستقبل بالتربية وأن تعقبها محاولات أخري تنحو فيها التربية نحو المستقبل .

(صادر عن دار المسيرة ، عمان ، الأردن ، 2003)

 

كلمات تبقي

الصفحة الرئيسية